Chool Based Reform In The Light Of Totel Quality Standerds:

Nesreen Abd Elhakeem Abd ???? Elfatah

يتسم عالمنا المعاصر بالعديد من التغيرات المتسارعة والتى لم يشهد لها مثيل من قبل ولعل من أهم مظاهر هذا التغير الانفجار المعرفى والتقدم التكنولوجىفى مجال الاتصالات، والتحولات الديمقراطية والتغير الاجتماعىوالسكانى المتسارع وتزايد تهديدات العولمة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعيةوالثقافية، والتربية كنظام اجتماعى ترتبط دائماً بحركة المجتمع وتطوره يؤثر فيها ويتأثر بها ويتطلب ذلك البحث عن أساليب مواجهة فعالة وصيغ إصلاحية جديدة تجعلها ملائمة للتقدم العلمى واستيعاب التكنولوجية الجديدة.وفى ظل التغيرات التى تطرأ على المؤسسات التعليمية المختلفة تعرضت المدارس لبعض التحديات التى دعت بالضرورة إلى التأكيد على جودة العملية التعليمية بها وذلك من خلال زيادة التحصيل الأكاديمى للطلاب والتركيز على عملية التحسين المستمر للمدرسة.لذا أصبح إصلاح المدرسة من أكثر المتطلبات إلحاحاً فى العصر الحديث نتيجة لما تواجهه المدارس من تحديات وصلت إلى حد لا يمكن للمدرسة من خلاله المضى قدماً نحو تحقيق التميز الأكاديمى دون إجراء الإصلاحات التعليمية والإدارية والمالية اللازمة، ولا يمكن لها تطبيق هذا الإصلاح دون إعادة بناء قدراتها وإعادة تصميم العمليات التى تنطلق من خلالها نحو التطبيق الفعلى الأمثل للإصلاح.ولهذا اتجهت الجهود إلى البحث عن نظم جديدة للإصلاح المدرسى من أسفل لأعلى على عكس النظم التقليدية من أعلى لأسفل، بمعنى أن يكون الإصلاح نابعاً من المدرسة لا مفروضاً عليها من قبل الإدارات والوزارات ولهذا اتجهت المدارس إلى تطبيق أسلوب الإصلاح المتمركز على المدرسة والذى يهدف إلى توفير البدائل والحلول الإدارية لتنفيذ حركات الإصلاح فىمجالات العمل المدرسى.مشكلة البحث:يمكن صياغة مشكلة البحث فى السؤالالرئيسىالتالى :كيف يمكن تحقيق الإصلاح المتمركز على المدرسة فى مصر فى ضوء معايير الجودة والاستفادة من بعض النماذج العالمية؟ويتفرع من هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الفرعية الاَتية1-ما واقع المدرسة الثانوية العامة في مصر؟2-ما مرتكزاتالإصلاح المتمركز على المدرسة؟3-ما فلسفة الجودة الشاملة وأهم معاييرها؟4-ما النماذج العالمية فى مجال الإصلاح المتمركز على المدرسة؟5-ما متطلبات تطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسةفى المدرسة المصرية؟6-ما التصور المقترح لتطبيقالإصلاح المتمركز على المدرسة فى مصر؟أهداف البحث :سعى البحث الحالى إلى تحقيق الأهداف التالية:التعرف على واقع المدرسة الثانوية العامة في مصر وأهم المشكلات التي تواجهها.الوقوف على ماهية الإصلاح المتمركز على المدرسة من خلال عرض مفهومه وأهدافهومنطلقاته وأهم مرتكزاته.التعرف على فلسفة الجودة الشاملة وأهم معاييرتطبيقها داخل المدارس.عرض بعض النماذج العالمية فى مجال الإصلاح المتمركز على المدرسة.التعرف على واقع الاصلاح داخل المدارس وأهم المتطلبات اللازمة لتطبيقه.التوصل إلى تصور لإمكانية الإفادة من الخبرات العالمية فى تطوير المدرسة المصرية0أهمية البحث :تنبع أهمية البحث من الأمور التالية:الحاجة إلى الارتقاء بمستوى المدرسة المصرية حيث يتوقع أن يستفاد من هذا البحث فى وضع تصور لتحسين وتطوير المدرسة وصولاً إلى الجودة المنشودة فى كل مجالات العمل بها.موضوع الإصلاح المتمركز على المدرسة من الموضوعات التى تحتل مكانة كبيرة فى بؤرة اهتمام القائمين على تطوير التعليم فى مصر فى الوقت الحالى0قلة البحوث والدراسات العربية التى تناولت موضوع الإصلاح المتمركز على المدرسة لذا يمثل هذا البحث إضافة علمية فى هذا المجال.كما ترجع أهمية هذا البحث فى نوعية المستفيدين من حيث يتوقع أن يستفيد منه القائمون على العملية التعليمية فى مصر على المستوى القومى المتمثل فى وزارة التربية والتعليم، وعلى المستوى المحلى المتمثل فى الإدارات التعليمية والمدارس بالإضافة إلى أعضاء المجتمع المحلى من المهتمين بالعملية التعليمية وأولياء الأمور.منهج البحثوإجراءاته:اعتمد البحث الحالىعلى المنهج المقارن، الذى يستخدم فى تقنياته وصف ما هو كائن ويشخص الواقع الخاص بالظاهرة قيد الدراسة ويكشف عن جوانبهاوأبعادها المختلفة ويحدد العلاقات بين عناصرها وبينها وبين ظواهر أخرى، كما يستخدم المقارنة فى عرض أوجه التشابه والاختلاف؛ ولذا استخدمت الباحثة هذا المنهج حيث يتم من خلاله وصف وتشخيص الإصلاح المتمركز على المدرسة وتحليل واقعه،ووصف وتحليل النماذج العالمية المختارة، لبيان أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها وتفسيرها للتوصل إلى إجراءات مقترحة لتطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسة فى مصر، هذا بالإضافة إلى أسلوب تحليل النظم لتحليل نظام ومكونات المدرسة الثانوية العامة، هذا بالإضافة إلى الأساليب الإحصائية لتفسير وتحليل نتائج الدراسة الميدانية.وفى ضوء المنهج المستخدم والأدوات المساعدة له جاءات إجراءات البحث على النحو التالى:-إطار نظرى يشمل الإصلاح المتمركز على المدرسة من حيث المفهوم، المبررات والمنطلقات، المرتكزات، والتحديات التى تواجهه، ودور الإدارة المدرسية فى مواجهة هذه التحديات.-فلسفة الجودة الشاملة من حيث المفهوم، الأهداف، المتطلبات ومراحل التطبيق، وأهم معايير تطبيق الجودة فى المدرسة.-نماذج عالمية فى مجال الإصلاح المتمركز على المدرسة والدروس المستفادة منها.-الدراسة الميدانية والتى تضمنت الأدوات والعينة، وتحليل النتائج.-تصور مقترح لتطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسة فى مصر.حدود البحث:اقتصر البحث على:الحد الموضوعى:ركز البحث الحالى على الإصلاح المتمركز على المدرسة فى ضوء معايير الجودة الشاملة واقتصر البحث فى تناول الإصلاح المتمركز على المدرسة على المحاور التالية: اللامركزية،الإدارة المتمركزة فى موقعالمدرسة،الإصلاح القائم على المعايير ،التدريب القائم على المدرسة ، المشاركة المجتمعية”.الحد البشرى:اقتصر البحث على عينة من هيئة الادارة المدرسية(مدير - وكيل)، وهيئة التدريس(معلم –معلم أ)، بلغ قوامها 566فردا.الحد الجغرافى:اقتصر البحث الحالى على بعض مدارس التعليم الثانوى العام فى محافظة القليوبية.الحد الزمنى:تضمن زمن إجراء الدراسة فى الفترة من (2007-2010)، وقد تم إجراء الدراسة الميدانية فى الفترة من 15/10/2009 إلى 30/12/2009.أدوات البحث:تمثلت هذه الادوات فيما يلى:الزيارات الميدانية: قامت الباحثة بعمل زيارات ميدانية لبعض المدارس الثانوية العامة بمحافظة القليوبية. وقد تم خلالها إجراء مقابلات غير مقننة مع بعض مديرى مدارس التعليم الثانوى وبعض المعلمين وذلك للتعرف على واقع الإصلاح المدرسى ومدى احتياج المدرسة لتطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسة وذلك من خلال المناقشة والحوار معهم.إستبيانة:تعد الاستبانة من الأدوات الهامة التى تفيد فى جمع البيانات والمعلومات التى تغطى جوانب موضوع البحث،ولذا قامت الباحثة بإعداد إستبيانة للتعرف على واقع الإصلاح داخل المدارس الثانوية العامة بمحافظة القليوبيةوذلك للتعرف على متطلبات تطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسة.مصطلحات البحث :ارتكز البحث الحالى على المصطلحات التالية:الإصلاح المتمركز على المدرسة School Based Reform :يمكن تعريف الإصلاح المتمركز على المدرسة إجرائيا بأنه” خطة تنبع من داخل المدرسة ويشارك فى وضعها كل أعضاء المجتمع المدرسى بمشاركة أولياء الأمور وبعض المعنيين بالتعليم من أعضاء المجتمع المحلى بحيث ترتكز هذه الخطة على تمكين المدرسة من تحسين أدائها والارتقاء به.معايير الجودة الشاملة:Standers of Quality Managementتشير معايير الجودة إلى الحد الأدنى من الكفايات المطلوب تحقيقها لغرض معين ويعتبر هذا الحد الأدنى هو أقل الكفايات الواجب توافرها لدى الفرد/المؤسسة كى تلحق بالمستوى الأعلى ولكى تؤدى وظيفتها فى المجتمع، وتحدد المعايير مخرجات التعليم والتعلم المرغوبة.نتائج البحث:أن إدارة المدرسة ليست لديها الحرية الكافية لاتخاذ القرارات إلا فى بعض الأمور البسيطة والشكلية مما يحد من المرونة التى يجب أن تتسم بها الإدارة المدرسية للتمكن من اتخاذ القرارات السليمة فى الوقت المناسب.إن تطبيق اللامركزية يتطلب تعديل الهيكل التنظيمى للمدرسة بما يتناسب مع متطلبات الإصلاح المتمركز على المدرسة.تتيح اللامركزية الفرصة لجميع أعضاء المجتمع المدرسى والمحلى من المشاركة فى صنع القرارت المدرسية والتى يساعد على أن تكون القرارات أكثر واقعية وملائمة نظرا لقرب متخذى القرار من موقع المدرسة.يتوقف نجاح الإصلاح المتمركز على المدرسة على الدافعية والرغبة المتوفرة لدى العاملين بالمدرسة للتحسين والتطوير، والتفاعل بين عناصر بيئة النظام التعليمى.يجعل الإصلاح المتمركز على المدرسة المؤسسة التعليمية وحدة إدارية مستقلة تصنع قراراتها بحرية وتستجيب لرغبات المستفيدين من التعليم.يتطلب تطبيق الإصلاح المتمركز على المدرسة إعطاء المدرسة سلطات وصلاحيات أكبر بما يسهم فى سرعة إنجاز الأعمال وبالتالىإرتفاع مستوى الأداء المدرسى.وجود خطة تدريبية للعاملين بالمدرسة فى ضوء احتياجاتهم الفعلية يسهم فى تحقيق التنمية المهنية للعاملين بالمدرسة.عملية تقييم البرامج التدريبية التى تقدمها وحدة التدريب بالمدرسة يساعد فى تحسين نوعية وجودة هذه البرامج وذلك من خلال الوقوف على نقاط القوة والضعف فى كل برنامج والعمل على تفادى أوجه الضعف وتعزيز أوجه القوة وكذلك التعرف على احتياجات العاملين من البرامج المستقبلية.تحتاج المشاركة المجتمعية إلى تفعيل من خلال إعادة بناء الثقة بين أعضاء المجتمع المحلى وأعضاء المجتمع المدرسى ، وتقديم المدرسة خدماتها للمجتمع بحيث يشعر المجتمع بأن المدرسة تلعب دورا هاما للمجتمع وبالتالى فعلى أعضاء المجتمع المحلى مساندتها فى تحقيق أهدافها.المدرسة بحاجة إلى وجودة ثقافة للجودة والمعايير وذلك من أجل تطبيق الإصلاح المدرسى بنجاح.توصيات البحث:تبني ودعم الإدارة العليا بوزارة التربية والتعليم لمفهوم الإدارة المتمركزة على المدرسة، وتطوير رؤية ورسالة المدرسة من خلال ممارسة القيادة المتكاملة للأنشطة المدرسية (التخطيط والتنظيم والتوجيه والاتصال والرقابة(، بحيث تكون المدرسة قادرة على التغيير والتطوير.إعادة توزيع المسؤوليات بين المعلمين وإدارة المدرسة، وإعادة تصميم وتخطيط الجدول الدراسي، بحيث يتيح الفرصة للطلبة للمشاركة في الأنشطة اللاصفية، والتفاعل مع المعلمين، وتبادل الآراء معهم، وبناء علاقات مبنية على أساس الاحترام والمودة والثقة المتبادلة.وضع خطة للإصلاح المدرسى تتسم بالمرونة ويمكن تطويرها على أن يشارك كل من إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي ، وبشكل خاص يجب الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي لتحسين واقع الأداء المدرسي، ونشر ثقافة الإصلاح والجودة والتهيئة للتغيير والتدريب والتطوير المستمر.تعزيز التعاون والمشاركة بين المدرسة والبيئة الخارجية (أولياء الأمور، أعضاء المجتمع المحلى)، من أجل تحقيق المنفعة المشتركة، وامتصاص الضغوط الخارجية على المدرسة واستثمارها لصالح تطوير البيئة المدرسية.ضرورة ربط خطة التدريب والتنمية المهنية بالمدرسة بخطة واضحة لتحسين المدرسة وبالتالى لا تصبح التنمية المهنية هدفا قائما بذاته بل مرتبطة بأهداف أخرى فى خطة تحسين المدرسة.ضرورة أن تنبع خطة التدريب والتنمية المهنية بالمدرسة من احتياجات الأفراد العملين بالمدرسة وتلبى مطالب واحتياجات ضرورية لهم.تخطيط وتنفيذ البرامج التدريبية المناسبة للمديرين والمعلمين في المدارس، من خلال تحديد الاحتياجات التدريبية وتعزيز الاتجاهات الايجابية لتصورات المعلمينعن الإصلاح المدرسى بهدف تطوير هذه المدارس وإحداث نقلة نوعية في قدرتها على أداء مهمتها بفاعلية، وبهدف توفيرمناخ مدرسي مناسب للتواصل والتميز والإبداع.إعادة النظر في البيئة التعليمية في المدارس، حتى تتمشى مع متطلبات اللإصلاح المتمركز على المدرسة و البدء بتصميم آليات جديدة تلائم واقع المدرسة . ربط المدرسة بالمؤسسات التربوية الأخرى فى المجتمع من خلال التوسع في استخدام شبكات المعلومات والاتصال (المحلية والعالمية).النظر إلى الإصلاح المدرسي باعتباره منظومة متكاملة تأخذ في الحسبان جميع مستويات التخطيط والتنفيذ والمكونات التي تتضمنها هذه المستويات، والتنسيق الدقيق بين الجهات المسئولة عن الإصلاح المدرسي في مراحله المختلفة.وجود هدف واضح ومقنع للإصلاح المدرسي بالنسبة للمستفيدين (معلمين وطلاب وإداريين) ووضوح تأثيره عليهم، إضافة إلى وضوح تلك الأهداف لأولياء أمور الطلاب والمجتمع المحلي. وهذا يتطلب أساليب اتصال فعّالة ومتنوعة.تأسيس نظام للتقويم ومتابعة تقدم الطلاب بصفة دورية ومستمرة، وقياس مدى تحقيق الأهداف، و تفعيل نظام للتغذية الراجعة لإبقاء الإصلاح في المسار الصحيح لتحقيق أهدافه. وهذا يتطلب منظومة معايير ومؤشرات أداء يتم على أساسها تقرير مستويات الإنجاز ودمج التغيير في السلوك اليومي للطلاب والمعلمين. والتعريف بالنجاحات المبكرة للإصلاح، والتعامل مبكراً مع المشكلات التي تواجهه في مرحلة التنفيذ.ضرورة العمل على توفير الدعم لسياسات الإصلاح المتمركز على المدرسة من خلال تقديم بعض المعايير التي تساهم في التأكيد على ضمان الجودة الداخلية؛ وذلك حتى تكون الجودة جزءً لا يتجزأ من فاعليات الحياة اليومية داخل المدرسة.بحوث ودراسات مقترحة:-دراسة تقويمية لتجربة الإسكندرية فى اللامركزية.-دورالمحاسبية فى تحقيق الإصلاح المدرسى.-إدارة الإصلاح المدرسىفى ضوء خبرات بعض الدول.-دورالمشاركة المجتمعية فى صنع القرارات المدرسية.