Philosophy Of Human Civilization By Hawking:


.

Mohamed Mahmoud Abd Elhameed Ali Dawood

Author
Ph.D
Type
Benha University
University
Faculty
2011
Publish Year

حاول الفلاسفة علي اختلاف اتجاهاتهم ومدارسهم الفكرية علي أن يجيبوا عن الأسئلة الفلسفية الشائكة وخاصة مع بروز الاختلافات الحادة في وجهات نظرهم وإجاباتهم عن تلك الأسئلة : طبيعة الكون ، ومكانة الإنسان في الكون ، وتحديد الخير والشر ، طبيعة الله ، الروح والخلود ، علاقة الفرد بالمجتمع ، العلاقة بين العقل والمادة ” الجسم ” .فقد انشغلت الفلسفة بحقيقة الإنسان باعتباره موضوعا للمعرفة بشكل عام ، فان يعرف الإنسان نفسه أو تعرف البشرية ذاتها ، مطلب ثقافي قديم حديث ، مطلب سرمدي ، أنجب عبر تاريخ معرفة الأسطورة ، ومعرفة الدين ومعرفة الآداب و الإنسانيات .كما اختلفت الفلسفات في تناول حقيقة الإنسان وطبيعته ، فتعددت وجهات النظر ، وتنوعت وفقا لتطور أساليب الحياة وتنوعها وتغيرها ، حيث أن الفلسفة ليست مجرد انعكاس سلبي للحضارة ، وإنما هي جزء من الحضارة تتغير وفقا لتغيرها ، وهي في تغيرها وتطورها تقدم إرهاصات لمستقبل أفضل.وقد رأي هوكنج أننا في هذا اليوم .. يبدو أننا نقف علي أعتاب باب شيء جديد ، يقصد بها الحضارة الواحدة ، فلا يزال لدنيا حضارات ، والتمييز بين الشرق والغرب لا يزال صحيحا ، وما يسميه توينبي ظلم الغرب للشرق له أساس لا ريب فيه.ذهب هوكنج إلي أن الحضارات تتجه نحو حضارة عالمية واحدة تحوى مختلف حضارات العالم ، ومن ثم وجه كل اهتمامه نحو ”صورة الحضارة القادمة ”، وتتمثل الحضارة العالمية في المسيحية ، كما ذهب هوكنج أن المسيحية تعانى الآن مشكلة التعايش مع التطورات ونتائجها ، بل الأكثر من ذلك أنها لا تواكب التطور العالمي الواضح . ومن ثم يجب علي المسيحية في الغرب أن تستعيد حيويتها وتعيد تصور رسالتها ويجب أن تظهر ذاتها ديانة كلية وليست ديانة ” غربية.ويُرجع هوكنج ارتباط المسيحية بالحضارة الغربية إلي نموهما معا جنباً إلي جنب ، ويرى انه إذا نمت المسيحية مع الحضارة الغربية معا حينئذ فان عالمية شروطها – إذا كانت عالمية – لن تتركها للتطبع ووصفها بالإقليمية ، الأوربيين مرتبطين بشكل خاص بالمسيحية ، وهم الذين أصبحوا مرتبطين بالحداثة ، وأيضا بالعلم الحديث ، فهناك علاقة أبوية بينهما ، ويتفق هوكنج مع توينبي في انه لا سبيل إلي إنقاذ المدنية الغربية إلا من خلال تأسيس مجتمع يقوم علي الإيمان بالمسيحية .وإذا كان هيجل قد رأي أن الدولة البروسية هي أعظم الدول وتمثل نهاية التاريخ ، حيث يتحقق الوعي الذاتي للروح بحريتها في الدولة البروسية ، بينما ذهب فوكوياما إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأساسية للحضارة الغربية ، حيث أن الديمقراطية الليبرالية تشكل نقطة النهاية في التطور الإيديولوجي للإنسانية ، وبالتالي هي نهاية التاريخ بينما ذهب هوكنج إلي الحضارات تتجه نحو حضارة عالمية واحدة متمثلة في المسيحية .تناول هوكنج قضية الاستعمار متحيزا للغرب الأوروبي ومثنى علي الاستعمار الأوروبي للقارة الإفريقية ، ويري هذا الاستعمار كان هدفه تخليص تلك الشعوب البربرية من التخلف والفوضى ، ويبرر هوكنج الاستعمار إذا كان بهدف السيطرة علي الثروات الغنية التي لا تمتلكها سوي الدول الإسلامية مثل عناصر الطاقة ، وان كان استعمار الدول الإسلامية مكلف جدا في رأي هوكنج، ثم يبرر احتلال الصهاينة لفلسطين و سياستهم الهمجية والعنصرية في احتلال الدول العربية والإسلامية بحجة المعاناة المستمرة لليهود في المنطقة ” معاداة السامية”.وعلي الرغم من انحياز هوكنج للمسيحية المتمثلة في الحضارة الغربية ، إلا انه يحاول أن يكون منصفا ومحايد في بعض الأمور والمسائل المرتبطة بالدين الإسلامي ، حتى يوصف بالمصداقية والأمانة في أرائه، ويتضح ذلك في قوله :” وثق محمد عموميات واسعة النطاق ، وتكمن عبقريته في وحدة الفكر والعمل ، كانت مملكته أيضا في هذا العالم ، كان متنبأ ونبياً ، وكان أيضا مشرعاً وقاضياً ... هذه الصلابة أعطيت مميزات كبيرة لحركته في وقتها ، إصلاح حازم للإساءات القديمة ، القضاء علي قتل الأطفال ، وتحديد عدد الزوجات ، ومكانة أحسن للنساء والعبيد ، وتقدم هائل في مفهوم الإله ، قمع الوثنية ، والمئات من الاستخدامات الخرافية ، والصلح بين القبائل ، وتوسع الأخوة ، وتفعيل العمل العام ، إلا انه يعود فينتقد الحضارة الإسلامية بقصد التقليل من شانها ، العلو من شأن المسيحية ، يقول :” أن الشعوب العربية والإسلامية تميل إلي السكون والكسل والتواكل ، بحجة ( فكرة التصرف الإلهي ) فقد جعل المسلم وبغرابة شديدة يرجع الأحداث إلي الله ، مما يبعث علي الراحة والعزاء ، وان يعتقد انه كان مقدراً ولا حيلة له فيه ، فالحضارة العربية الإسلامية عند هوكنج ليس لها مكان في هذا العالم ، فالوحدة بين الأراضي الإسلامية قد اختفت ، والفصل بين العرب والأتراك اتبعه إلغاء الخلافة ، كما أن تفكك الدول الإسلامية وخلافهم المستمر جعلهم مطمع سهل المنال لكل الدول العظمى.والعالم عنده يمكن تقسيمه إلي : مجموعة قائدة ” و ” مجموعة تابعة ” ، وعلي الجميع قبول هذا المبدأ كنوع من حجر الزاوية في بناء العالم ، وعلي الشعوب المتخلفة أن تكون غير حرة ، ومتواكلة علي غيرها ، ولا يمكن لأي قارئ للتاريخ في الدول الإسلامية في الشرق الأدنى يسمح لهذا الاعتقاد أن يطرح نفسه كحقيقة راسخة ، مصر وفلسطين وسوريا والعراق اُعدوا جيدا للتكيف مع هذا الانقياد والخضوع ، ويبرر هوكنج نهب الدول المتقدمة لثروات الدول الإسلامية والعربية بأنها ليست ملكاً لها ، ولكنها ملكاً لمن يستطيع الاستفادة منها ، ويتضح ذلك في قوله :” والموارد الطبيعية في العالم لم تعد تخص من هي علي أراضيهم ، ” فموارد العالم تخص من يمكنه الاستفادة منها ” بسبب هذا الاعتقاد فان القوة السياسية التي تحمى حق الانتفاع لابد لها من أن تكون قائدة لتلك المتخلفة ”التابعة ” ، كما أن هيمنة الدولة المتقدمة علي الدول المتخلفة يحمل في طياته ليس تماما ما يحمله معنى ” الوصاية ”. 

Abstract
Attachments


Seacrch again