The Potential Diagnostic Value Of Deoxyribonucleic Acid And Methylation In Breast Cancer:

Inas Abdelmonem Elsayer

يعد سرطان الثدى أحد أكثر أنواع السرطان شيوعا حيث تمثل الإصابة به 18% من الإصابات بأمراض السرطان فى النساء ،وذلك بمعدل مليون حالة إصابة جديدة فى العالم كل عام .ويعد التشخيص المبكر للإصابة بسرطان الثدى أحد أهم عوامل النجاح فى العلاج، كما يقلل حدوث المضاعفات الناتجة عنه وخصوصا نسبة الوفيات المرتفعة مقارنة بالوفيات الناتجة عن الأورام السرطانية الأخرى بين السيدات .وقد ثبت حدوث اختلال فى نشاط الجينات المثبطة للأورام بسبب إضافة مجموعة الميثيل إلى جزر السى جى الموجودة فى الأجزاء التى تتحكم فى نشاط هذه الجينات وهو ما يعرف بعملية ميثلة الحمض النووي الديوكسي ريبوزي (دى إن إيه) ،ولوحظ أن هذه العملية تعد أكثر التغيرات المعروفة بالتغيرات ما فوق الجزيئية التى تسبب أمراض السرطان بما فيها سرطان الثدى .وبناءا على ذلك، تعتبر الزيادة فى عملية الميثلة للجينات المثبطة للأورام أحد الوسائل الواعدة التى يمكن من خلالها تحديد مسببات السرطان فى العمليات الإكينيكية المختلفة وبالنسبة لسرطان الثدى ،فقد لوحظ اختلال وظيفة العديد من الجينات المثبطة للسرطان كنتيجة لعملية الميثلة منها على سبيل المثال جين رس إف 1 أيه و جين دى أيه بى كى 1 0حيث يعتبر جين رس إف 1 أيه أحد الجنيات التى غالبا ما يتم تثبطيها نتيجة عملية ميثلة الـ دى إن إيه ويشترك هذا الجين فى تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخل الخلية مثل دورة الخلية ،الانقسام الميتوزي ،انتحار الخلية المنظم وغيرها من العمليات المهمة على الهيكل الخلوي والمحتوى الجيني للخلية .وقد وجد أن عميلة ميثلة جين رس إف 1 أيه تسبب فى اختلال وظيفته أكثر مما ينتج عن حدوث الطفرات الجينية مما يؤدى إلى حدوث العديد من أمراض السرطان ومنها سرطان الثدى .كذلك يعد جين دى أيه بى كى 1 أحد الجنيات المسئولة عن انتاج بروتين يستخدم لاتمام عملية انتحار الخلية المنظم ولهذا فإن توقف هذا الجين عن العمل نتيجة عملية الميثلة تؤدى إلى ظهور الخلايا السرطانية ونموها .ونتيجة لذلك يعتير التغير فى عملية ميثلة الجينات أحد الوسائل التى يمكن تطبيقها من أجل إتاحة التشخيص المبكر أو متابعة أمراض السرطان وذلك عن طريق استخدام الخلايا السرطانية ذاتها أو استخدام الحمض النووي الديوكسى ريبوزى الناتج عن هذه الخلايا فى بلازما أو مصل الدم وكذلك البول وجميع أنواع السوائل فى الجسم .الهدف من البحث:وقد كان الهدف م¬ن الدراسة الحالية هو تحديد مستوى ميثلة دى إن إيه الخاص بجين رس إف 1 أيه وكذلك جين دى أيه بى كى 1 فى مصل الدم ،ودراسة مدى ارتباط عملية الميثلة بمختلف المتغيرات الإكلينيكية فى مرضى سرطان الثدى، وذلك من أجل تقييم مدى إمكانية استخدام عملية ميثلة دى إن إيه كنوع حديث من الدلائل الحيوية فى التسخيص المبكر لسرطان الثدى0طرق البحث:تم إجراء هذه الدراسة فى الفترة من سبتمبر سنة 2007 حتى مارس سنة 2009 فى مدينة توبنجن بألمانيا وذلك بعد إقرار لجنة أخلاقيات البحث العلمى لجامعة توبنجن للخطة البحثية المقترحة ،والحصول على موافقات خطية من جميع المشتركات .وقد شملت هذه الدراسة 26 مريضة بسرطان الثدى ،16 مصابة بامراض حميدة فى الثدى من المترددات على قسم النساء بالمستشفى الجامعى بمدينة توبنجن ،حيث تراوحت أعمار المريضات بين 35 -73 عاما .كذلك شملت الدراسة مجموعة ضابطة مكونة من 12 سيدة من المتطوعات الأصحاء، مع مراعاة التماثل العمري فيما بين المشتركات .وقد خضع أفراد هذه الدراسة للفحوص التالية:1- التاريخ المرضي ،والفحص الطبي الشامل .2- الفحص الإكلينيكي للثدي .3- أشعة الماموجرافي .4- تحليل الأنسجة و الخلايا للأورام .5- قياس مستوى ميثلة جين رس إف 1 أيه وكذلك جين دى أيه بى كى 1 فى مصل الدم باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل الخاص بميثلة دى إن إيه0طريقة جمع العينات:1- تم سحب عينة (3 مل) من الدم الوريدي .2- باستخدام جهاز الطرد المركزي تم تحضير مصل الدم وتقسيمه إلى عينات صغيرة تحتوى كل منها على (1مل) حيث تم حفظها مجمدة عن درجة حرارة -20 درجة مئوية للاستخدام فى الخطوات التالية .استخراج دى إن إيه وتعديله:بعد استخراج دى إن إيه من مصل الدم، تم إجراء تعديل كيمائي للقواعد النووية من نوع السيتوزين (الغير مميثلة) باستخدام طريقة المعالجة بمادة البيوسلفات .تفاعل البلمرة المتسلسل الخاص بميثلة دى إن إيه: باستخدام بودائ التفاعل الخاصة بهذا النوع من تفاعلات البلمرة المتسلسلة، وباستخدام الحمض النووي المعدل كيمائيا من الخطوة السابقة.نتائج البحث:أوضحت هذه الدراسة أن هناك زيادة ذات دلالة إحصائية فى مستوى كل من جين رس إف 1 أيه و جين دى أيه بى كى 1 وكذلك مستوى ميثلة الاثنين معا فى جميع المصابات بسرطان الثدى وذلك عند مقارنتهن بالمجموعة الضابطة ومجموعة المصابات بأمراض الثدى الحميدة .كذلك فقد وجد أن هناك علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين مستوى ميثلة جين رس إف 1 أيه ومستوى ميثلة جين دى أيه بى كى 1 فى جميع حالات الإصابة بسرطان الثدي .على الجانب الآخر ، لوحظ وجود ارتفاع ذو دلالة إحصائية فى مستوى ميثلة جين دى أيه بى كى 1 فى حالات الإصابة بسرطان الثدى بعد انقطاع الطمث .كما لوحظ ارتباط ذو قيمة إحصائية بين زيادة مستوى ميثلة الجينين معا من جهة والإصابة بسرطان الثدى ذو النوع القنوي من جهة أخرى .الخلاصة:ونستخلص من هذه الدراسة أن عملية ميثلة دى إن إيه التى تؤدي إلى اختلال وظيفة الجينات المثبطة للسرطانوكذلك تلعب دورا مؤثرا فى عملية بداية وتكاثر الخلايا السرطانية, ومما لا شك فيه أن قياس نسبة دى إن إيه المميثل فى الدم ومشتقاته قد أثبتت فاعليتها كوسيلة حديثة للتشخيص المبكر لسرطان الثدى.كما أكدت هذه الدراسة على أهمية استمرار البحث العلمي فى هذا المجال مع توسيع نطاق الدراسات المقبلة بحيث تشتمل على عدد أكبر من حالات الإصابة بسرطان الثدى ، معلومات عن الأنظمة العلاجية المختلفة للمرضى ،وكذلك قياس نسبة الميثلة لعدد أكبر من الجينات المثبطة للأورام وذلك بهدف زيادة حساسية عملية قياس دى إن إيه المميثل فى تشخيص سرطان الثدى وتحسين مستوى المتابعة ما بعد العلاجية والوصول إلى أفضل النتائج وأقل المضاعفات .