Immunological Aspect Of Rheumatic Diseases:

Nagat Mohmmed Mahmoud Elewa

من أهم المتطلبات الأساسية لأداء الجهاز المناعي هو التمييز بين خلايا وأنسجة وأعضاء الجسم وأي عنصر غريب خارجي ،ومن ّثم القضاء عليها.ويعتبر للجهاز المناعي مكونان رئيسيان؛ فطري وتكيفي يتعاونان لحماية الجسم ضد الالتهابات الجرثومية حيث أن نظام المناعة الفطرية يتألف وظيفيا من ’وحدات’ لتوفير أشكال مختلفة من الحماية ضد العوامل المسببة للمرض حيث يستشعر مسببات الأمراض من خلال مستقبلات نمطية للتعرف عليها، والتي تؤدي إلى تنشيط الدفاعات المضادة للميكروبات وتحفيز استجابة نظام المناعة التكيفي. وفي المقابل فإن الجهاز المناعي التكيفي ينشط آليات المستجيب الفطري ضد المواد المستثيرة للمرض بطريقة محددة.وحتى الآن مازالت حقيقة التواصل بين المكونات المختلفة للجهاز المناعي ليست مفهومة تماما، ولكن التقدم الذي أحرز مؤخرا يقربنا من وضع تصور متكامل للنظام المناعي ووظيفته في الدفاع عن الجسم.إن اضطرابات المناعة الذاتية والتي تعد خلل بالجهاز المناعي غالبا ما تمتد إلى أبعد من الأنسجة المستهدفة ، وتؤثر بشكل غير مباشر علي أعضاء وأجهزة الجسم.وهناك بعض أمراض المناعية الذاتية تؤثر علي أجهزة الجسم المختلفة مثل :الرثيان المفصلى والتهاب المفاصل الروماتيزمي الحدثى والذئبة الحمراء وتصلب الجلد ومتلازمة جوجرن ومتلازمة جود باستير. والبعض الأخر منها قد يصيب فقط أحد أعضاء الجسم مثل: مرض السكري من النوع الأول، مرض هاشيموتو، أمراض الاضطرابات الهضمية، مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، التصلب المتعدد، مرض أديسون، التليف الأولي الصفراوي والتهاب الكبد.وفي بعض الحالات، قد يكون واحد أو أكثر من أمراض المناعة الذاتية موجودة في نفس الشخص.وفى بعض الأحيان لا تتوجه الأجسام المضادة ضد جهاز أو أنسجة معينة، فيمكن للأجسام المضادة أن تتفاعل مع بروتينات التخثر في الدم مما يؤدي إلى تكوين جلطات الدم داخل الأوعية الدموية في الجسم بشكل عام.وتعتبر الأجسام المضادة لمكونات النواة واحدة من أهم السمات المميزة لأمراض المناعة الذاتية حيث أنها سمة جوهرية لمعايير التشخيص ،ومفيدة لرصد المرض و تطوره، وقد تتواجد أحيانا في بعض الأشخاص الطبيعيين .ويعتبر الكشف عن الأجسام المضادة الذاتية المعنية بمرض ما طريقة مفيدة كوسيلة لتقييم مخاطر الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية وربما في المستقبل ومع التطور التكنولوجي يمكن الكشف عن الأجسام المضادة الذاتية المتعددة والتي قد تزيد من تعزيز التشخيص لأمراض المناعة الذاتية في مراحله المبكرة والتدخل قبل النهاية الخطيرة المدمرة لأجهزة الجسم.